Terjemah Surat Al-Falaq :
1. Katakanlah: "Aku berlindung kepada Tuhan yang menguasai subuh,
2. Dari kejahatan makhluk-Nya,
3. Dan dari kejahatan malam apabila Telah gelap gulita,
4. Dan dari kejahatan wanita-wanita tukang sihir yang menghembus pada buhul-buhul[1609],
5. Dan dari kejahatan pendengki bila ia dengki."
[1609] Biasanya tukang-tukang sihir dalam melakukan sihirnya membikin buhul-buhul dari tali lalu membacakan jampi-jampi dengan menghembus-hembuskan nafasnya ke buhul tersebut.
Tafsir Surat Al-Falaq :
( 1 ) قل -أيها الرسول-:
أعوذ وأعتصم برب الفلق، وهو الصبح.
( 2 ) من شر جميع المخلوقات
وأذاها.
( 3 ) ومن شر ليل شديد
الظلمة إذا دخل وتغلغل، وما فيه من الشرور والمؤذيات.
( 4 ) ومن شر الساحرات اللاتي
ينفخن فيما يعقدن من عُقَد بقصد السحر.
( 5 ) ومن شر حاسد مبغض للناس
إذا حسدهم على ما وهبهم الله من نعم، وأراد زوالها عنهم، وإيقاع الأذى بهم.
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ
تفسير
سورتي المعوذتين وهما مدنيتان .
قال
الإمام أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا حماد بن سلمة ، أخبرنا عاصم بن بهدلة ، عن زر بن
حبيش ، قال : قلت لأبي بن كعب : إن ابن مسعود [
كان ] لا يكتب
المعوذتين في مصحفه ؟ فقال : أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني أن
جبريل عليه السلام ، قال له : "
قل أعوذ برب الفلق " فقلتها ،
قال : " قل
أعوذ برب الناس " فقلتها .
فنحن نقول ما قال النبي صلى الله عليه وسلم .
ورواه
أبو بكر الحميدي في مسنده ، عن سفيان بن عيينة ، حدثنا عبدة بن أبي لبابة وعاصم بن
بهدلة ، أنهما سمعا زر بن حبيش قال : سألت أبي بن كعب عن المعوذتين ، فقلت : يا
أبا المنذر ، إن أخاك ابن مسعود يحكهما من المصحف . فقال : إني سألت رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، فقال : "
قيل لي : قل ، فقلت " . فنحن نقول
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقال
أحمد : حدثنا وكيع ، حدثنا سفيان ، عن عاصم ، عن زر قال : سألت ابن مسعود عن
المعوذتين فقال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عنهما فقال : " قيل
لي ، فقلت لكم ، فقولوا " . قال أبي :
فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم فنحن نقول .
وقال
البخاري : حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا سفيان ، حدثنا عبدة بن أبي لبابة ، عن زر
بن حبيش - وحدثنا عاصم ، عن زر - قال : سألت أبي بن كعب فقلت : أبا المنذر ، إن
أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا . فقال : إني سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " قيل
لي ، فقلت " . فنحن نقول
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ورواه
البخاري أيضا والنسائي ، عن قتيبة ، عن سفيان بن عيينة ، عن عبدة وعاصم بن أبي
النجود ، عن زر بن حبيش ، عن أبي بن كعب به .
وقال
الحافظ أبو يعلى : حدثنا الأزرق بن علي ، حدثنا حسان بن إبراهيم ، حدثنا الصلت بن
بهرام ، عن إبراهيم ، عن علقمة قال : كان عبد الله يحك المعوذتين من المصحف ،
ويقول : إنما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ بهما ، ولم يكن عبد الله
يقرأ بهما
ورواه
عبد الله بن أحمد من حديث الأعمش ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن يزيد قال :
كان عبد الله يحك المعوذتين من مصاحفه ، ويقول : إنهما ليستا من كتاب الله - قال
الأعمش : وحدثنا عاصم ، عن زر بن حبيش ، عن أبي بن كعب قال : سألنا عنهما رسول
الله صلى الله عليه وسلم ، قال : "
قيل لي ، فقلت " .
وهذا
مشهور عند كثير من القراء والفقهاء : أن ابن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه
، فلعله لم يسمعهما من النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يتواتر عنده ، ثم لعله قد
رجع عن قوله ذلك إلى قول الجماعة ، فإن الصحابة ، رضي الله عنهم ، كتبوهما في
المصاحف الأئمة ، ونفذوها إلى سائر الآفاق كذلك ، ولله الحمد والمنة .
وقد
قال مسلم في صحيحه : حدثنا قتيبة ، حدثنا جرير ، عن بيان ، عن قيس بن أبي حازم ،
عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألم
تر آيات أنزلت هذه الليلة لم ير مثلهن قط : " قل أعوذ برب الفلق " و
" قل أعوذ برب
الناس " .
ورواه
أحمد ومسلم أيضا ، والترمذي والنسائي من حديث إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي
حازم ، عن عقبة به . وقال الترمذي : حسن صحيح .
طريق
أخرى : قال الإمام أحمد : حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا ابن جابر ، عن القاسم أبي
عبد الرحمن ، عن عقبة بن عامر قال : بينا أنا أقود برسول الله صلى الله عليه وسلم
في نقب من تلك النقاب ، إذ قال لي : "
يا عقبة ، ألا تركب ؟ " . قال : [
فأجللت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أركب مركبه . ثم قال : " يا
عقيب ، ألا تركب ؟ " . قال ]
فأشفقت أن تكون معصية ، قال : فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وركبت هنيهة ، ثم
ركب ، ثم قال : "
يا عقيب ، ألا أعلمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس ؟ " . قلت : بلى يا رسول
الله . فأقرأني : "
قل أعوذ برب الفلق " و " قل
أعوذ برب الناس " ثم أقيمت
الصلاة ، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ بهما ، ثم مر بي فقال : " كيف
رأيت يا عقيب ، اقرأ بهما كلما نمت وكلما قمت " .
ورواه
النسائي من حديث الوليد بن مسلم وعبد الله بن المبارك ، كلاهما عن ابن جابر به .
ورواه
أبو داود والنسائي أيضا ، من حديث ابن وهب ، عن معاوية بن صالح ، عن العلاء بن
الحارث ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، عن عقبة به .
طريق
أخرى : قال أحمد : حدثنا أبو عبد الرحمن ، حدثنا سعيد بن أبي أيوب ، حدثني يزيد بن
عبد العزيز الرعيني وأبو مرحوم ، عن يزيد بن محمد القرشي ، عن علي بن رباح عن عقبة
بن عامر قال : أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذات في دبر كل
صلاة .
ورواه
أبو داود والترمذي والنسائي من طرق ، عن علي بن أبي رباح . وقال الترمذي : غريب .
طريق
أخرى : قال أحمد : حدثنا يحيى بن إسحاق ، حدثنا ابن لهيعة ، عن مشرح بن هاعان ، عن
عقبة بن عامر قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اقرأ
بالمعوذتين ، فإنك لن تقرأ بمثلهما " . تفرد به أحمد .
طريق
أخرى : قال أحمد : حدثنا حيوة بن شريح ، حدثنا بقية ، حدثنا بحير بن سعد ، عن خالد
بن معدان ، عن جبير بن نفير ، عن عقبة بن عامر أنه قال : إن رسول الله صلى الله
عليه وسلم أهديت له بغلة شهباء ، فركبها فأخذ عقبة يقودها له ، فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : اقرأ "
قل أعوذ برب الفلق " . فأعادها
له حتى قرأها ، فعرف أني لم أفرح بها جدا ، فقال : " لعلك
تهاونت بها ؟ فما قمت تصلي بشيء مثلها " .
ورواه
النسائي ، عن عمرو بن عثمان ، عن بقية به . ورواه النسائي أيضا من حديث الثوري ،
عن معاوية بن صالح ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن أبيه ، عن عقبة بن عامر :
أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المعوذتين ، فذكر نحوه .
طريق
أخرى : قال النسائي : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى ، حدثنا المعتمر ، سمعت النعمان ،
عن زياد أبي الأسد ، عن عقبة بن عامر ; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن
الناس لم يتعوذوا بمثل هذين : " قل أعوذ برب الفلق " و
" قل أعوذ برب
الناس " .
طريق
أخرى : قال النسائي : أخبرنا قتيبة ، حدثنا الليث ، عن ابن عجلان ، عن سعيد المقبري
، عن عقبة بن عامر قال : كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " يا
عقبة ، قل " . فقلت :
ماذا أقول ؟ فسكت عني ، ثم قال : "
قل " . قلت :
ماذا أقول يا رسول الله ؟ فسكت عني ، فقلت : اللهم اردده علي . فقال : " يا
عقبة ، قل " . قلت :
ماذا أقول يا رسول الله ؟ فقال : "
" قل أعوذ برب
الفلق " ،
فقرأتها حتى أتيت على آخرها ، ثم قال : " قل " .
قلت : ماذا أقول يا رسول الله ؟ قال : " " قل
أعوذ برب الناس " ، فقرأتها
حتى أتيت على آخرها ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك : " ما
سأل سائل بمثلهما ، ولا استعاذ مستعيذ بمثلهما " .
طريق
أخرى : قال النسائي : أخبرنا محمد بن يسار ، حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا معاوية ، عن
العلاء بن الحارث ، عن مكحول ، عن عقبة بن عامر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قرأ بهما في صلاة الصبح .
طريق
أخرى : قال النسائي : أخبرنا قتيبة ، حدثنا الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي
عمران أسلم ، عن عقبة بن عامر قال : اتبعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب
، فوضعت يدي على قدمه فقلت : أقرئني سورة هود أو سورة يوسف . فقال : " لن
تقرأ شيئا أنفع عند الله من " قل أعوذ برب الفلق
" .
حديث
آخر : قال النسائي : أخبرنا محمود بن خالد ، حدثنا الوليد ، حدثنا أبو عمرو
الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث ، عن أبي عبد الله
، عن ابن عائش الجهني : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : " يا
ابن عائش ، ألا أدلك - أو : ألا أخبرك - بأفضل ما يتعوذ به المتعوذون ؟ " . قال : بلى ، يا رسول
الله . قال : "
" قل أعوذ برب
الفلق " و
" قل أعوذ برب
الناس "
هاتان السورتان " .
فهذه
طرق عن عقبة كالمتواترة عنه ، تفيد القطع عند كثير من المحققين في الحديث .
وقد
تقدم في رواية صدي بن عجلان وفروة بن مجاهد ، عنه : " ألا
أعلمك ثلاث سور لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان
مثلهن ؟ " قل هو الله
أحد " و
" قل أعوذ برب
الفلق " و
" قل أعوذ برب
الناس " .
حديث
آخر : قال الإمام أحمد : حدثنا إسماعيل ، حدثنا الجريري ، عن أبي العلاء قال : قال
رجل : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ، والناس يعتقبون ، وفي الظهر
قلة ، فحانت نزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزلتي ، فلحقني فضرب [ من بعدي ] منكبي ، فقال : "
"قل أعوذ برب الفلق "
، فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأتها معه ، ثم قال : " " قل
أعوذ برب الناس " ، فقرأها
رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأتها معه ، فقال : " إذا
صليت فاقرأ بهما " .
الظاهر
أن هذا الرجل هو عقبة بن عامر ، والله أعلم .
ورواه
النسائي ، عن يعقوب بن إبراهيم ، عن ابن علية به .
حديث
آخر : قال النسائي : أخبرنا محمد بن المثنى ، حدثنا محمد بن جعفر ، عن عبد الله بن
سعيد ، حدثني يزيد بن رومان ، عن عقبة بن عامر ، عن عبد الله الأسلمي - هو ابن
أنيس - : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع يده على صدره ثم قال : " قل
" . فلم أدر
ما أقول ، ثم قال لي : "
قل " . قلت : " قل
هو الله أحد " ثم قال لي : " قل
" . قلت : " أعوذ
برب الفلق من شر ما خلق " حتى فرغت
منها ، ثم قال لي : "
قل " . قلت : " قل
أعوذ برب الناس " حتى فرغت
منها . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
هكذا فتعوذ ، ما تعوذ المتعوذون بمثلهن قط " .
حديث
آخر : قال النسائي : أخبرنا عمرو بن علي أبو حفص ، حدثنا بدل ، حدثنا شداد بن سعيد
أبو طلحة ، عن سعيد الجريري ، حدثنا أبو نضرة ، عن جابر بن عبد الله قال : قال لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
اقرأ يا جابر " . قلت : وما
أقرأ بأبي أنت وأمي ؟ قال : "
اقرأ : "قل أعوذ برب الفلق "
و " قل أعوذ برب
الناس " .
فقرأتهما ، فقال : " اقرأ بهما ،
ولن تقرأ بمثلهما " .
وتقدم
حديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بهن ، وينفث في كفيه ، ويمسح
بهما رأسه ووجهه ، وما أقبل من جسده .
وقال
الإمام مالك : عن ابن شهاب ، عن عروة عن عائشة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذتين وينفث ، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه ،
وأمسح بيده عليه ، رجاء بركتها .
ورواه
البخاري ، عن عبد الله بن يوسف . ومسلم ، عن يحيى بن يحيى . وأبو داود ، عن
القعنبي . والنسائي ، عن قتيبة - ومن حديث ابن القاسم وعيسى بن يونس - وابن ماجه
من حديث معن وبشر بن عمر ، ثمانيتهم عن مالك به .
وتقدم
في آخر سورة : "
ن " من حديث أبي
نضرة عن أبي سعيد : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من أعين الجان وعين
الإنسان ، فلما نزلت المعوذتان أخذ بهما ، وترك ما سواهما . رواه الترمذي والنسائي
وابن ماجه ، وقال الترمذي : حديث حسن .
قال
ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن عصام ، حدثنا أبو أحمد الزبيري ، حدثنا حسن بن صالح
، عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر قال : الفلق : الصبح .
وقال
العوفي عن ابن عباس : (
الفلق ) الصبح .
وروي عن مجاهد ، وسعيد بن جبير ، وعبد الله بن محمد بن عقيل ، والحسن ، وقتادة ،
ومحمد بن كعب القرظي ، وابن زيد ، ومالك ، عن زيد بن أسلم ، مثل هذا .
قال
القرظي وابن زيد وابن جرير : وهي كقوله تعالى : (
فالق الإصباح ) [
الأنعام : 96 ] .
وقال
علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : (
الفلق ) الخلق .
وكذا قال الضحاك : أمر الله نبيه أن يتعوذ من الخلق كله .
وقال
كعب الأحبار : (
الفلق ) بيت في جهنم
، إذا فتح صاح جميع أهل النار من شدة حره ، ورواه ابن أبي حاتم ، ثم قال :
حدثنا
أبي ، حدثنا سهيل بن عثمان ، عن رجل سماه ، عن السدي عن زيد بن علي ، عن آبائه
أنهم قالوا : (
الفلق ) جب في قعر
جهنم ، عليه غطاء ، فإذا كشف عنه خرجت منه نار تصيح منه جهنم ، من شدة حر ما يخرج
منه .
وكذا
روي عن عمرو بن عبسة والسدي وغيرهم . وقد ورد في ذلك حديث مرفوع منكر ، فقال ابن
جرير :
حدثني
إسحاق بن وهب الواسطي ، حدثنا مسعود بن موسى بن مشكان الواسطي ، حدثنا نصر بن
خزيمة الخراساني ، عن شعيب بن صفوان ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن أبي هريرة ، عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ( الفلق ) جب في جهنم
مغطى " إسناده غريب
ولا يصح رفعه .
وقال
أبو عبد الرحمن الحبلي : (
الفلق ) من أسماء
جهنم .
قال
ابن جرير : والصواب القول الأول ، أنه فلق الصبح . وهذا هو الصحيح ، وهو اختيار
البخاري رحمه الله ، في صحيحه .
مِن شَرِّ مَا خَلَقَ
وقوله
تعالى "من شر
ما خلق" أي من شر
جميع المخلوقات وقال ثابت البناني والحسن البصري جهنم وإبليس وذريته مما خلق.
وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ
( ومن شر غاسق إذا وقب ) قال مجاهد : غاسق الليل
إذا وقب : غروب الشمس . حكاه البخاري عنه . ورواه ابن أبي نجيح ، عنه . وكذا قال
ابن عباس ، ومحمد بن كعب القرظي ، والضحاك ، وخصيف ، والحسن ، وقتادة : إنه الليل
إذا أقبل بظلامه .
وقال
الزهري : ( ومن شر
غاسق إذا وقب ) الشمس إذا
غربت . وعن عطية وقتادة : إذا وقب الليل : إذا ذهب . وقال أبو المهزم : عن أبي
هريرة : ( ومن شر
غاسق إذا وقب ) كوكب . وقال
ابن زيد : كانت العرب تقول : الغاسق : سقوط الثريا ، وكان الأسقام والطواعين تكثر
عند وقوعها ، وترتفع عند طلوعها .
قال
ابن جرير : ولهؤلاء من الأثر ما حدثني : نصر بن علي ، حدثني بكار بن عبد الله -
ابن أخي همام - ، حدثنا محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبيه
، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " ( ومن شر
غاسق إذا وقب ) قال
: النجم الغاسق " .
قلت
: وهذا الحديث لا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
قال
ابن جرير : وقال آخرون : هو القمر .
قلت
: وعمدة أصحاب هذا القول ما رواه الإمام أحمد :
حدثنا
أبو داود الحفري ، عن ابن أبي ذئب ، عن الحارث ، عن أبي سلمة قال : قالت عائشة رضي
الله عنها : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي ، فأراني القمر حين يطلع ،
وقال : "
تعوذي بالله من شر هذا الغاسق إذا وقب " .
ورواه
الترمذي والنسائي في كتابي التفسير من سننيهما ، من حديث محمد بن عبد الرحمن ابن
أبي ذئب ، عن خاله الحارث بن عبد الرحمن به . وقال الترمذي : حسن صحيح . ولفظه : "
تعوذي بالله من شر هذا ، فإن هذا الغاسق إذا وقب " . ولفظ النسائي : "
تعوذي بالله من شر هذا ، هذا الغاسق إذا وقب " .
قال
أصحاب القول الأول وهو أنه الليل إذا ولج - : هذا لا ينافي قولنا ; لأن القمر آية
الليل ، ولا يوجد له سلطان إلا فيه ، وكذلك النجوم لا تضيء ، إلا في الليل ، فهو
يرجع إلى ما قلناه ، والله أعلم .
وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ
وقوله
: ( ومن شر
النفاثات في العقد ) قال مجاهد ،
وعكرمة ، والحسن ، وقتادة ، والضحاك : يعني : السواحر - قال مجاهد : إذا رقين
ونفثن في العقد .
وقال
ابن جرير : حدثنا ابن عبد الأعلى ، حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن ابن طاوس ، عن
أبيه قال : ما من شيء أقرب من الشرك من رقية الحية والمجانين .
وفي
الحديث الآخر : أن جبريل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : اشتكيت يا
محمد ؟ فقال : "
نعم " . فقال :
بسم الله أرقيك ، من كل داء يؤذيك ، ومن شر كل حاسد وعين ، الله يشفيك .
ولعل
هذا كان من شكواه ، عليه السلام ، حين سحر ، ثم عافاه الله تعالى وشفاه ، ورد كيد
السحرة الحساد من اليهود في رءوسهم ، وجعل تدميرهم في تدبيرهم ، وفضحهم ، ولكن مع
هذا لم يعاتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما من الدهر ، بل كفى الله وشفى
وعافى .
وقال
الإمام أحمد : حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن يزيد بن حيان ، عن زيد بن
أرقم قال : سحر النبي صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود فاشتكى لذلك أياما ، قال :
فجاءه جبريل فقال : إن رجلا من اليهود سحرك ، عقد لك عقدا في بئر كذا وكذا ، فأرسل
إليها من يجيء بها . فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم [ عليا رضي
الله تعالى عنه ] فاستخرجها ،
فجاء بها فحللها قال : فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما نشط من عقال ، فما
ذكر ذلك لليهودي ولا رآه في وجهه [
قط ] حتى مات .
ورواه
النسائي ، عن هناد ، عن أبي معاوية محمد بن حازم الضرير .
وقال
البخاري في " كتاب
الطب " من صحيحه :
حدثنا عبد الله بن محمد قال : سمعت سفيان بن عيينة يقول : أول من حدثنا به ابن
جريج ، يقول : حدثني آل عروة ، عن عروة فسألت هشاما عنه ، فحدثنا عن أبيه ، عن
عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سحر ، حتى كان يرى أنه يأتي النساء
ولا يأتيهن - قال سفيان : وهذا أشد ما يكون من السحر ، إذا كان كذا - فقال : " يا
عائشة أعلمت أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه ؟ أتاني رجلان فقعد أحدهما عند
رأسي ، والآخر عند رجلي ، فقال الذي عند رأسي للآخر : ما بال الرجل ؟ قال : مطبوب
. قال : ومن طبه ؟ قال : لبيد بن أعصم - رجل من بني زريق حليف ليهود كان منافقا -
وقال : وفيم ؟ قال : في مشط ومشاقة . قال : وأين ؟ قال : في جف طلعة ذكر تحت رعوفة
في بئر ذروان " . قالت :
فأتى [ النبي صلى
الله عليه وسلم ] البئر حتى
استخرجه فقال : "
هذه البئر التي أريتها ، وكأن ماءها نقاعة الحناء ، وكأن نخلها رءوس الشياطين
" . قال :
فاستخرج . [ قالت ] . فقلت : أفلا ؟ أي :
تنشرت ؟ فقال : "
أما الله فقد شفاني ، وأكره أن أثير على أحد من الناس شرا " .
وأسنده
من حديث عيسى بن يونس وأبي ضمرة أنس بن عياض وأبي أسامة ويحيى القطان وفيه : " قالت
: حتى كان يخيل إليه أنه فعل الشيء ولم يفعله " . وعنده : " فأمر
بالبئر فدفنت " . وذكر أنه
رواه عن هشام أيضا ابن أبي الزناد والليث بن سعد .
وقد
رواه مسلم من حديث أبي أسامة حماد بن أسامة وعبد الله بن نمير . ورواه أحمد عن
عفان ، عن وهيب ، عن هشام به .
ورواه
الإمام أحمد أيضا عن إبراهيم بن خالد ، عن رباح ، عن معمر ، عن هشام عن أبيه ، عن
عائشة قالت : لبث رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر يرى أنه يأتي ولا يأتي ،
فأتاه ملكان ، فجلس أحدهما عند رأسه ، والآخر عند رجليه ، فقال أحدهما للآخر : ما
باله ؟ قال : مطبوب . قال : ومن طبه ؟ قال : لبيد بن الأعصم وذكر تمام الحديث .
وقال
الأستاذ المفسر الثعلبي في تفسيره : قال ابن عباس وعائشة رضي الله عنهما : كان
غلام من اليهود يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فدبت إليه اليهود فلم يزالوا به
حتى أخذ مشاطة رأس النبي صلى الله عليه وسلم وعدة أسنان من مشطه ، فأعطاها اليهود
فسحروه فيها . وكان الذي تولى ذلك رجل منهم - يقال له : [ لبيد ] بن أعصم - ثم دسها في
بئر لبني زريق ، ويقال لها : ذروان ، فمرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتثر
شعر رأسه ، ولبث ستة أشهر يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن ، وجعل يذوب ولا يدري ما
عراه . فبينما هو نائم إذ أتاه ملكان فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه ،
فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه : ما بال الرجل ؟ قال : طب . قال : وما طب ؟
قال : سحر . قال : ومن سحره ؟ قال : لبيد بن أعصم اليهودي . قال : وبم طبه ؟ قال :
بمشط ومشاطة . قال : وأين هو ؟ قال : في جف طلعة تحت راعوفة في بئر ذروان - والجف
: قشر الطلع ، والراعوفة : حجر في أسفل البئر ناتئ يقوم عليه الماتح - فانتبه رسول
الله صلى الله عليه وسلم مذعورا ، وقال :" يا عائشة ، أما
شعرت أن الله أخبرني بدائي ؟ " . ثم بعث رسول الله صلى
الله عليه وسلم عليا والزبير وعمار بن ياسر ، فنزحوا ماء البئر كأنه نقاعة الحناء
، ثم رفعوا الصخرة ، وأخرجوا الجف ، فإذا فيه مشاطة رأسه وأسنان من مشطه ، وإذا
فيه وتر معقود ، فيه اثنتا عشرة عقدة مغروزة بالإبر . فأنزل الله تعالى السورتين ،
فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة ، ووجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خفة حين انحلت
العقدة الأخيرة ، فقام كأنما نشط من عقال ، وجعل جبريل عليه السلام ، يقول : باسم
الله أرقيك ، من كل شيء يؤذيك ، من حاسد وعين الله يشفيك . فقالوا : يا رسول الله
، أفلا نأخذ الخبيث نقتله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما
أنا فقد شفاني الله ، وأكره أن يثير على الناس شرا " .
هكذا
أورده بلا إسناد ، وفيه غرابة ، وفي بعضه نكارة شديدة ، ولبعضه شواهد مما تقدم ،
والله أعلم .
وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ
وقوله
: ( ومن شر
النفاثات في العقد ) قال مجاهد ،
وعكرمة ، والحسن ، وقتادة ، والضحاك : يعني : السواحر - قال مجاهد : إذا رقين
ونفثن في العقد .
وقال
ابن جرير : حدثنا ابن عبد الأعلى ، حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن ابن طاوس ، عن
أبيه قال : ما من شيء أقرب من الشرك من رقية الحية والمجانين .
وفي
الحديث الآخر : أن جبريل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : اشتكيت يا
محمد ؟ فقال : "
نعم " . فقال :
بسم الله أرقيك ، من كل داء يؤذيك ، ومن شر كل حاسد وعين ، الله يشفيك .
ولعل
هذا كان من شكواه ، عليه السلام ، حين سحر ، ثم عافاه الله تعالى وشفاه ، ورد كيد
السحرة الحساد من اليهود في رءوسهم ، وجعل تدميرهم في تدبيرهم ، وفضحهم ، ولكن مع
هذا لم يعاتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما من الدهر ، بل كفى الله وشفى
وعافى .
وقال
الإمام أحمد : حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن يزيد بن حيان ، عن زيد بن
أرقم قال : سحر النبي صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود فاشتكى لذلك أياما ، قال :
فجاءه جبريل فقال : إن رجلا من اليهود سحرك ، عقد لك عقدا في بئر كذا وكذا ، فأرسل
إليها من يجيء بها . فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم [ عليا رضي
الله تعالى عنه ] فاستخرجها ،
فجاء بها فحللها قال : فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما نشط من عقال ، فما
ذكر ذلك لليهودي ولا رآه في وجهه [
قط ] حتى مات .
ورواه
النسائي ، عن هناد ، عن أبي معاوية محمد بن حازم الضرير .
وقال
البخاري في " كتاب
الطب " من صحيحه :
حدثنا عبد الله بن محمد قال : سمعت سفيان بن عيينة يقول : أول من حدثنا به ابن جريج
، يقول : حدثني آل عروة ، عن عروة فسألت هشاما عنه ، فحدثنا عن أبيه ، عن عائشة
قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سحر ، حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا
يأتيهن - قال سفيان : وهذا أشد ما يكون من السحر ، إذا كان كذا - فقال : " يا
عائشة أعلمت أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه ؟ أتاني رجلان فقعد أحدهما عند
رأسي ، والآخر عند رجلي ، فقال الذي عند رأسي للآخر : ما بال الرجل ؟ قال : مطبوب
. قال : ومن طبه ؟ قال : لبيد بن أعصم - رجل من بني زريق حليف ليهود كان منافقا -
وقال : وفيم ؟ قال : في مشط ومشاقة . قال : وأين ؟ قال : في جف طلعة ذكر تحت رعوفة
في بئر ذروان " . قالت :
فأتى [ النبي صلى
الله عليه وسلم ] البئر حتى
استخرجه فقال : "
هذه البئر التي أريتها ، وكأن ماءها نقاعة الحناء ، وكأن نخلها رءوس الشياطين
" . قال :
فاستخرج . [ قالت ] . فقلت : أفلا ؟ أي :
تنشرت ؟ فقال : "
أما الله فقد شفاني ، وأكره أن أثير على أحد من الناس شرا " .
وأسنده
من حديث عيسى بن يونس وأبي ضمرة أنس بن عياض وأبي أسامة ويحيى القطان وفيه : " قالت
: حتى كان يخيل إليه أنه فعل الشيء ولم يفعله " . وعنده : " فأمر
بالبئر فدفنت " . وذكر أنه
رواه عن هشام أيضا ابن أبي الزناد والليث بن سعد .
وقد
رواه مسلم من حديث أبي أسامة حماد بن أسامة وعبد الله بن نمير . ورواه أحمد عن
عفان ، عن وهيب ، عن هشام به .
ورواه
الإمام أحمد أيضا عن إبراهيم بن خالد ، عن رباح ، عن معمر ، عن هشام عن أبيه ، عن
عائشة قالت : لبث رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر يرى أنه يأتي ولا يأتي ،
فأتاه ملكان ، فجلس أحدهما عند رأسه ، والآخر عند رجليه ، فقال أحدهما للآخر : ما
باله ؟ قال : مطبوب . قال : ومن طبه ؟ قال : لبيد بن الأعصم وذكر تمام الحديث .
وقال
الأستاذ المفسر الثعلبي في تفسيره : قال ابن عباس وعائشة رضي الله عنهما : كان
غلام من اليهود يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فدبت إليه اليهود فلم يزالوا به
حتى أخذ مشاطة رأس النبي صلى الله عليه وسلم وعدة أسنان من مشطه ، فأعطاها اليهود
فسحروه فيها . وكان الذي تولى ذلك رجل منهم - يقال له : [ لبيد ] بن أعصم - ثم دسها في
بئر لبني زريق ، ويقال لها : ذروان ، فمرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتثر
شعر رأسه ، ولبث ستة أشهر يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن ، وجعل يذوب ولا يدري ما
عراه . فبينما هو نائم إذ أتاه ملكان فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه ،
فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه : ما بال الرجل ؟ قال : طب . قال : وما طب ؟
قال : سحر . قال : ومن سحره ؟ قال : لبيد بن أعصم اليهودي . قال : وبم طبه ؟ قال :
بمشط ومشاطة . قال : وأين هو ؟ قال : في جف طلعة تحت راعوفة في بئر ذروان - والجف
: قشر الطلع ، والراعوفة : حجر في أسفل البئر ناتئ يقوم عليه الماتح - فانتبه رسول
الله صلى الله عليه وسلم مذعورا ، وقال :" يا عائشة ، أما
شعرت أن الله أخبرني بدائي ؟ " . ثم بعث رسول الله صلى
الله عليه وسلم عليا والزبير وعمار بن ياسر ، فنزحوا ماء البئر كأنه نقاعة الحناء
، ثم رفعوا الصخرة ، وأخرجوا الجف ، فإذا فيه مشاطة رأسه وأسنان من مشطه ، وإذا
فيه وتر معقود ، فيه اثنتا عشرة عقدة مغروزة بالإبر . فأنزل الله تعالى السورتين ،
فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة ، ووجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خفة حين انحلت
العقدة الأخيرة ، فقام كأنما نشط من عقال ، وجعل جبريل عليه السلام ، يقول : باسم
الله أرقيك ، من كل شيء يؤذيك ، من حاسد وعين الله يشفيك . فقالوا : يا رسول الله
، أفلا نأخذ الخبيث نقتله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما
أنا فقد شفاني الله ، وأكره أن يثير على الناس شرا " .
هكذا
أورده بلا إسناد ، وفيه غرابة ، وفي بعضه نكارة شديدة ، ولبعضه شواهد مما تقدم ،
والله أعلم .